لو استمعنا لهذا الصوت...!😞!
في أعز ذكرى محمد سيد بك…
“اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَر۪ينَ۟”
ألقرآن، سورة البقرة 147.
لو استمعنا لهذا الصوت الذي تردد صداه في المجلس الأمة التركي الكبير الذي تأسس حديثًا قبل 101 عامًا، لما اضطررنا إلى النضال مع أي من المشاكل الناجمة عن البدعات والهرطقة والخرافات والجهل التي لا نزال نكافحها اليوم.
فضلاً عن ذلك، لو استمعنا لهذا الصوت، لكنا الممثل الوحيد لعمل عظيم ومشرف مثل إظهار جمال الدين القرآني الحقيقي لكل البشرية والعالم الإسلامي اليوم...
لم نستمع لهذا الصوت.
لم نستمع إليه فحسب، بل أغرقنا هذا الصوت أيضًا في الجوقة المشتركة (الضجيج والضجة الكبيرة) التي شكلها المتعصبون الوثنيون الذين يعارضون الدين تمامًا والمتعصبين دينيا الذين يعارضون حقيقة الدين.
وعلى هذا الأساس، لم نتخلص من المشاكل حتى اليوم.
واليوم، بينما يستعد العالم المتحضر لإقامة مستعمرات في الفضاء، نحن نكافح؛
- في حُفر البدع والخرافات والأحاديث الملفقة،
- مع استغلال الدين
- مع الدين الزائف الذي يتغذى على كل هذه البدع والخرافات والأحاديث الملفقة، التي قدمها لنا ذلك الصوت بكل عريها.
ونأمل أن نكتفي بدفع ثمن التأخير الذي دام 101 عام وأن نستعيد رشدنا.
وعلى هذا الأمل والطموح كتب الأستاذ الدكتور المرحوم يشار نوري أوزتورك كتابه بعنوان "كيف تم تحريف و أفسادالإسلام؟"
الصوت الذي لم نستمع إليه كان صوت بطل علمي وفكري عظيم نشأ في تراب الأناضول؛ محمد سيد بك.
كان محمد سيد بك أستاذاً للشريعة الإسلامية ونائباً عن إزمير، وفي الوقت نفسه كان أحد أهم المفكرين والعلماء في الثورة الجمهورية في موضوع البدع والخرافات، كما شغل منصب وزير العدل في الحكومات الجمهورية الأولى.
لفت الانتباه إلى مكانة وإمكانيات تركيا الحديثة، التي رأى فيها أعظم أمل وفرصة في مكافحة الفساد والمفسدين في الإسلام.
لم يكن محمد سيد بك مجرد رجل دولة أو سياسي.
بالإضافة إلى هذه الصفات، وربما حتى قبلها، هو كان واحد من المجتهدين في العلوم الدينية.
لقد تعلمت الكوادر العلمية والفكرية في جمهورية تركيا، المخلصة للقرآن، الكثير وستستمر في التعلم منه.
يقول يشار نوري أوزتورك خوجة إنه يشرف بالتعبير عن امتنانه وتقديره لسيد بك باعتباره أحد تلك الشخصيات العلمية والفكرية في تركيا.
كان محمد سيد بك مفكراً ثورياً و كان لديه فهم جيد للغاية لجدليات القرآن.
إن جدلية القرآن، كما عبر عنها يشار نوري أوزتورك، تعني شفرات الإحداثيات العالمية الكونية للوجود والكائن التي يشتمل عليها القرآن بشكل جوهري
وكان محمد سيد بك، باعتباره مؤمنًا صادقًا بالقرآن، رجلا يتمتع بمستوى عالٍ من الفهم لمثل هذه الإحداثيات الكونية التي يشتمل عليها القرآن بصورة جوهرية.
إن الخطاب التاريخي الذي ألقاه أثناء مناقشة إلغاء الخلافة في الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا يكشف عن مدى إلمامه بالعلوم والمصادر الدينية الإسلامية وقدرته على صنع التركيبات الفكرية.
وقد نُشر هذا الخطاب الذي ألقاه في عام 1924 فيما بعد في كتاب تحت عنوان "طبيعة الخلافة".
في هذا الخطاب، ذكر؛
- أن الخلافة لم تكن قضية دينية،
- بل كانت قضية سياسية،
- وأنها في جوهرها تتعلق بانتخاب الشعب للشخص أو الشعب الذي يحكمه،
- وأن الدوائر الخرافية والرجعية حولت قضية الخلافة إلى قضية وحي - أخروية - دينية،
- وأن تلك الدوائر الخرافية والرجعية لجأت إلى تحريفات لا حصر لها من أجل خداع الناس لإبقاء هذا الفهم الفاسد حياً.
وفي هذا الخطاب التاريخي شرح بالأدلة وأظهر الضرر والتلف الذي ألحقته البدع والخرافات بالإسلام.
وهكذا يذكر يشار نوري أوزتورك في كتابه أنه يرى أن جمهورية تركيا هي الدولة التي تمتلك أعظم الفرص والإمكانات لتخليص البشرية من الشرور المدمرة مثل الهرطقة والخرافة والاستغلال السياسي وتلفيق الأحاديث التي حاصرت الإسلام.
ويذكر أيضًا أنه استفاد كثيرًا من أعمال سيد بك، الذي يعتبره أحد المهندسين المعماريين العظماء للجمهورية التركية الفتية.
لذلك، أشعر أنا عبد الله أنه من واجبي أن أشارككم الموضوعات والمفاهيم الفاسدة في الإسلام والتي شرحها بثقة الأستاذ الدكتور الراحل يشار نوري أوزتورك في كتابه "كيف تم إفساد الإسلام؟"
عبدالله أردملي
ليتزرن - سويسرا
Hiç yorum yok:
Yorum Gönder